تم النشر في: 13 ديسمبر 2022

انهيار سوق الأسهم: كم مرة انهار سوق البورصة من قبل؟ وهل يمكن أن ينهار مجدّداً؟

الكاتب: ضرار حسن

انهيار سوق الأسهم: كم مرة انهار سوق البورصة من قبل؟ وهل يمكن أن ينهار مجدّداً؟
جدول المحتويات
انهيار وول ستريت (الثلاثاء الأسود) wall street crash) 1929)
أزمة النفط والكساد الاقتصادي 1973
الاثنين الأسود 1987 (black Monday)
الفقاعة الإلكترونية 2000 (dot com bubble)
أزمة الرهن العقاري الكبرى في عام 2008 (subprime mortgage crisis)
انهيار كوفيد 2020 (covid crash)
هل هناك انهيار قادم؟ ماذا أفعل لأجهز نفسي لذلك؟

كثيراُ ما نسمع مصطلح "انهيار سوق الأسهم" وكل ما نعرفه إنّه مصطلح يُنذر بالسوء, الأزمات الاقتصادية العالمية تبدأ بهذه الكلمة وتستمر لتؤثر على الجميع.

انهيار سوق السهم لا يعني انهيار سهم أو اثنين, بل هي انخفاض كبير ومفاجئ لسعر مجموعة من الأسهم عبر قطّاع معيّن أو عدّة قطّاعات, هبوط حقيقي يتطلّب الكثير من الوقت والجهد للصعود من جديد.

هنا في أمانة سنستعرض معاً أكبر وأشهر الانهيارات التي حدثت في تاريخ سوق الأسهم, سنحاول فهم أسبابها ونتائجها, وكيف يمكن أن نتصرّف في حال حدوثها مرّة أخرى.


 

انهيار وول ستريت (الثلاثاء الأسود) wall street crash) 1929)


 

بعد النمو والازدهار الكبيرين في عشرينيات القرن الماضي، عانى الاقتصاد الأميركي من انخفاض الأجور ، وانتشار الديون ، و تعثرات متتالية في قطاع الزراعة ، أدّى كل ذلك إلى وجود فائض من القروض المصرفية الكبيرة التي لا يمكن تحصيلها.

تراكمت الديون حتّى خريف 1929 حين حدث ما يسمّى بالانهيار الكبير لسوق الأسهم في وول ستريت، وما زالت حتّى اللحظة تعتبر أسوأ الأزمات الاقتصادية على الإطلاق.

حيث هبطت أسعار الأسهم في الاثنين 28-10  بقيمة 13%و الثلاثاء 29-10 بقيمة 12% بما عُرف بيوم الثلاثاء الأسود, واستمرّ الهبوط بعدها لفترة طويلة.

يعد انهيار سوق الأسهم هذا من الأكبر تاريخياً لعدّة أسباب , بالإضافة لقيمة الخسارة الكبيرة التي منيت بها أسواق الأسهم والّتي بلغت 89% من قيمتها, فقد احتاج الأمر 25 عاماً حتّى تم تعويض هذه الخسائر.

تلت هذه الفترة سنين عصيبة من الكوارث الزراعية تلتها الحرب العالمية الثانية وتوالت الأزمات تلو الأخرى ولم يعود السوق لوضعه حتى عام 1954 بما عُرف بفترة "الكساد الكبير".


 

أزمة النفط والكساد الاقتصادي 1973


 

فصل الدولار عن الذهب والتضخم الكبير الذي لحق بعدم الاستقرار الناتج عنه، كساد اقتصادي كبير، ثم جاءت أزمة النفط في 1973 والّتي أدت إلى تضاعف أسعار النفط أربع أضعاف.

كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى انهيار سوق الأسهم وإصابته بأسوأ خسارة منذ الكساد الكبير.

منيت سوق الأسهم البريطانية بأكبر خسارة حيث فقدت الأسهم 73% من قيمتها بينما كان معدّل الخسائر العام 48% واستمرت هذه الازمة لمدة سنتين حتى نهاية العام 1974.



 

الاثنين الأسود 1987 (black monday)


 

الإثنين 19- اكتوبر , ثلاث وعشرون سوق أسهم في بلدان مختلفة عانت من هبوط حاد ومفاجئ وسريع بأسعار الأسهم، ليكون التاريخ علامة فارقة كأكبر خسارة في التاريخ تحدث في يوم واحد.

عانت سوق هونغ كونغ من أكبر خسارة يومها بنسبة 45.8% بينما أقل الخسائر كانت من نصيب السوق في النمسا بنسبة 11.4% لكن الخسارة قد لحقت بالجميع وقد قدّرت عالمياً بقيمة 1.71 تريليون دولار.

تحسّن الاقتصاد الأميركي في فترة ما بعد الكساد وشهد عامي 1985 و 1986 نمواً كبيراً حيث ارتفع مؤشر داو من 776 إلى 2722 وارتفعت الأسهم في 19 من الأسواق الكبرى بنسبة 296%.

لكن في 14-10-1987 أصدرت الهيئة الضريبية في الولايات المتحدة قانوناً يخفّض الاستفادة الضريبية المرتبطة بالاندماجات, كما تم الإعلان عن أرقام عجز تجاري مرتفع  من قبل دائرة التجارة الأميركية.

أدّى ذلك إلى خفض قيمة الدولار ورفع معدّل الفوائد. مما أدى بدوره إلى هبوط الأسهم, مما أدى إلى انخفاض مؤشر داو بنسبة 22% ، مما تطلّب إجراءات اصلاحية مستعجلة أدت إلى استعادة الأسهم قيمتها خلال أقل من سنتين.


 

الفقاعة الإلكترونية 2000 (dot com bubble)

شهدت تسعينيات القرن نشأة وانتشار العديد من الشركات الإلكترونية والمعلوماتية الّتي بشّرت بناجح هائل وازدهار ونمو في الأسواق التكنولوجية مما جعلها تشهد تطلب غير مسبوق وتوقعات بالنجاح.

لكن مع دخول الألفية الجديدة اكتشف المتداولون أن هذه التوقعات الجيدة كانت جيدة أكثر من اللازم بكثير , وأن أغلب هذه الشركات التقنية تم المبالغة في تقديرها بشكل هائل.

فبدأت أسعار هذه الشركات بالهبوط وانفجرت فقاعة الشركات الإلكترونية كما سُمّيت اصطلاحاً، مما دفعت المتداولون إلى بيع أسهمهم في هذه الشركات وبدأ الهبوط الكبير في أسهمها  حتّى بلغ 77% في عام 2002.

ارتفعت أسهم الشركات الإلكترونية منذ عام 1995 حتى وصلت ذروتها في آذار من عام 2000 لتبلغ ارتفاعاً قدره 400% خلال  سنوات فقط, لكنّها احتاجت 15 سنة إضافية لترمّم الضرر الناجم عن انفجار الفقاعة واستعادة سعرها.


 

أزمة الرهن العقاري الكبرى في عام 2008 (subprime mortgage crisis)

في فترة تخبّطت فيها الأسهم الإلكترونية والنفط وسوق الفوركس, كان سوق العقارات سوقاً ثابتاً وكانت القروض العقارية تحقّق أرباحاً خيالية للبنوك، وبضمانات عقارية مضمونة.

إلّا أن عدّة عوامل كارتفاع البطالة وانخفاض الدخل, واعطاء القروض لمن لا يستطيع تسديدها لمجرّد امتلاكه أي عقار "محل - منزل - أرض" أدّت إلى تخلّف الملايين عن سداد القروض العقارية.

ترك الناس بيوته وعليها قروض بآلاف الدولارات غير قادرين على سدادها، هبط سوق العقارات إلى الحضيض, وهبطت أسهم البنوك بسبب القروض المتخلفة الغير قادرة على تحصيلها.

امتدّ تأثير هذه الأزمة حتّى أصاب كافّة سوق الأسهم بالعجز مما أدى إلى خسارة بنسبة 57% عند انفجار فقاعة القروض العقارية في أزمة أثّرت على الكوكب بأسره, ولم يتم تجاوز هذه الأزمة إلى بعد عدّة تدخلات حكومية ومرور 17 شهراً.


 

انهيار كوفيد 2020 (covid crash)

آخر انهيارات سوق الأسهم هو الانهيار الذي أصاب الاقتصاد العالمي جرّاء الحظر والعزلة الناجمين عن جائحة كورونا أو كوفيد-19.

على عكس الانهيارات الأخرى في هذه القائمة ، فقد حدث انهيار الكوفيد بسرعة مفاجئة واستعاد عافيته بنفس السرعة. انخفض سوق الأسهم بنسبة 34٪ لكنه استعاد ذروته في 33 يومًا فقط ، وهو تحول سريع تاريخيًا. مع الحوادث السابقة ،حيث كانت الرحلة إلى القاع - والتعافي اللاحق - أبطأ.

يعود السبب في التعافي السريع إلى ضخ الحكومة الأمريكية تريليونات الدولارات في السوق لمكافحة العجز بسرعة، وكانت أكبر كمية عملة تضخ منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.

على الرغم من التكاليف البشرية الفادحة للوباء والمعاناة المالية التي يشعر بها الملايين ، فإن ما تلا ذلك كان صعودًا مذهلاً في السوق. أبلغت الشركات عن أرباح قياسية ، وارتفعت التقييمات ، ولفترة من الوقت ، كان رد فعل السوق كما لو أن الانهيار لم يحدث أبدًا.


 

هل هناك انهيار قادم؟ ماذا أفعل لأجهز نفسي لذلك؟


 

يدرس علماء الاقتصاد الانهيارات السابقة بشكل دقيق بغرض العمل على تفاديها، كما أن حكومات العالم أصبحت تعمل بشكل أسرع وأكثر تعاوناً وكفاءة لمكافحة انهيارات الأسواق.

لكن ما لا يمكن نكرانه أن الاحتمال وارد بشكل دائم،فإذا لاحظنا من الحوادث السابقة أن الانهيار يمكن أن يأتي لأي سبب، ويمكن أن يأتي بشكل مفاجئ وغير متوقّع، تعدّدت الأسباب , والنتائج متشابهة.

إذا كمتداول ماذا عليّ أن أفعل كي أحمي نفسي ؟

هناك عدّة نصائح يقدّمها خبراء الاقتصاد من أجل العمل على تفادي هذه الاضطرابات أو الحد من نتائجها, نحاول أن نبسّط بعض هذه الإجراءات وأسبابها بغرض مساعدتك:

1 - إيفاء الديون ذات الفوائد العالية، حيث أن مردود الاستثمار يتم تقديره بشكل وسطي بين 8% إلى 10% من قيمة المبلغ المستثمر, فإذا كان القرض فائدته أكبر من 8% يعتبر "قرضاً ساماً" ويجب العمل على إيفائه للحد من احتمال حدوث عجز.

2 - قم بتجهيز مخزون احتياطي لا يتأثر بتقلبات وتغيرات السوق ومحفوظ شكل آمن

3 - قم بتنويع حافظتك الاستثمارية حيث أن أي خسارة قد تلحق بقطاع معين يعاني من انهيار قد تكون قادراً على تعويضها عن طريق استثمار ناجح في قطاع آخر لم يتأثر بالهبوط.

4 - قم باستثمارك عن طريق تطبيق آمن مثل امانة يقوم بعرض كافة معلومات وتغيرات السوق عليك, ويسمح لك بإجراء أوامر بيع وشراء آلة 

5 - قم بمراقبة السوق بشكل جيّد لمعرفة التغيرات والمستجدات الأخيرة , قم بزيادة معلوماتك وخبرتك كي تصبح أكبر قدرة على قراءة دلالات السوق، بإمكانك أن تتعلّم أكثر مع امانة  حتّى تزيد من خبرتك ووعيك الاستراتيجي



 

اقرأ معنا عن تقلبات سوق الأسهم  أو عن أهم استراتيجيات التداول 

شارك المقال

حمّل تطبيق أمانة

دع أمانة ترافقك أينما كنت

MobilemobileR