تم النشر في: 07 ديسمبر 2022

استراتيجيات التداول، كيف يتم اتباعها، وطريقة انتقاء الاستراتيجية المناسبة

استراتيجيات التداول، كيف يتم اتباعها، وطريقة انتقاء الاستراتيجية المناسبة
جدول المحتويات
"استراتيجيات التداول Trading Strategies"
مفهوم التداول "Trading"
الآلية التداولية
الاستراتيجيات التداولية "Trading Strategies"
اختيار الاستراتيجية المناسبة لك

"استراتيجيات التداول Trading Strategies" يتعلق التداول بشراء أصول ملكية مختلفة وبيعها بغية تحقيق أرباح، وذلك بالاعتماد على مفاهيم رئيسية، والفهم لمختلف الأسواق التي يتم التداول ضمنها.

يوجد العديد من الاستراتيجيات التي يقوم المتداولون باتباعها في صفقاتهم، وتختلف كل منها عن الأخرى، حيث يقوم المتداول بانتقاء استراتيجية معينة تتوافق مع أهدافه التداولية، وتتناسب مع امكانياته وخبرته في مجال التداول.

سنقدم لكم في هذا المقال مختلف أنواع الاستراتيجيات المستخدمة في التداول، مع شرح لكل منها، بالإضافة إلى كيفية اعتماد الاستراتيجية المناسبة لغاياتكم التداولية.

مفهوم التداول "Trading"

التداول "Trading" هو عبارة عن بيع وشراء أصول ملكية مختلفة بغية تحقيق أرباح، ويتم ذلك باستخدام مختلف العناصر التداولية، كالأموال والعملات الرقمية والأسهم وغيرها، حيث يوجد آلاف الأسواق المختلفة التي يتم ضمنها التداول.

يمكن التداول ضمن العديد من الأسواق مثل S&P 500 أو FTSE 100، بالإضافة إلى الأسواق المختصة بالعملات العالمية، مثل الدولار أو الين، أو حتى السلع السوقية مثل الخنازير الخالية من الدهون أو حتى الماشية والمنتجات المتنوعة الأخرى.

لبدء التداول تحتاج إلى امتلاك حساب على منصة تمكنك من الاطلاع على الأسواق، حيث تحوي المنصة التداولية مجموعة متنوعة من الأسواق التي يمكنك التكهن بالأسعار والمخططات والبيانات المتعلقة بها.

الآلية التداولية

عندما تقوم بالتداول فإنك سوف تربح عندما تتحرك الأسعار ضمن السوق بحسب الخطة التداولية المرسومة، وتخسر الأموال في حال حدث عكس ذلك.

إن المبدأ الأساسي الذي يجب وضعه في عين الاعتبار هو مفهوم العرض والطلب (Supply and demand) ، ففي حال كان لدينا ضمن السوق مشترين أكثر عدداً من البائعين فهذا سيؤدي لكون الطلب أكبر، وبالتالي سيرتفع السعر، وهنا يجب استثمارهذا المفهوم بالطريقة المثلى.

في الحالة التي يكون فيها البائعون أكبر عدداً من المشترين ضمن السوق، سيحدث انخفاض في الطلب، وبالتالي سينخفض السعر، وفي هذه الحالة تخرج الأمور عن سيطرة المتداول، وتبدأ الخسائر.

يتم القيام بالتداول عبر طرفين هما التاجر والوسيط، حيث يتوصلان إلى صفقة تخص سعر شراء الأصول وسعر بيعها، وكما يعتبر الوسيط حلقة وصل بين التاجر والبورصات المتعددة التي من الممكن عقد صفقات تداولية ضمنها.

إقرأ أيضاً : أهمية الاستثمار - لماذا يجب الاستثمار بالأسهم مع أمانة

الاستراتيجيات التداولية "Trading Strategies"

سنقدم لكم مختلف استراتيجيات تداول الأصول الملكية بشكل عام، بالإضافة إلى بعض الاستراتيجيات التي يفضل اتباعها لبعض الأصول أكثر من غيرها.

استراتيجيات تداول مناسبة لكافة الأصول

1. استراتيجية تحليل الأخبار (news analysis strategy)

تبنى هذه الاستراتيجية على توقعات السوق ونشرات الأخبار، ومن الممكن أن يتطلب التداول بالعتماد على الأخبار عقلية بالغة المهارة بسبب السرعة الكبير في انتقال الأخبار الرقمية من مكان لآخر.

سوف يحتاج المتداول إلى تقييم دقة وصحة وموثوقية الأخبار فور صدورها، والقيام برد فعل سريع يستفيد منه في العملية التداولية بناءً على هذه الأخبار، وكمثال على ذلك يتوجب عليه معرفة ما إذا كان سعر المنتج أو الأصل الملكي سيرتفع أو ينخفض.

يتوجب على المتداول أيضاً معرفة ما إذا كان الأصل الملكي معلن بشكل كامل أو بشكل جزئي، وذلك المنتجات المختلفة، حيث يقوم بمطابقة الأخبار والإعلانات مع التوقعات التي سوف تغير وجهة السوق.

يتوجب على المتداول المعتمد على هذه الاستراتيجية فهم توقعات السوق المختلفة بشكل عميق لضمان نجاح عمليته التداولية وتحقيق الأرباح.

تتطلب هذه الاستراتيجية التعامل مع المعلومات الواردة من معطيات ومتغيرات السوق، والبيانات الصحفية التداولية على أساس فردي مستقل.

يتوجب أيضاً على المتداول دراسة معلومات وبيانات السوق، وتغيراتها الطارئة الممكنة بشكل بالغ الدقة جنباً إلى جنب مع معلومات الأخبار التداولية.

عندما يقوم المتداول ببناء خطته اعتماداً على البيانات الإخبارية، فمن الضروري جداً أن يكون على دراية عميقة بكيفية عمل الأسواق، وهذا يأتي من تدفق المعلومات والأخبار التداولية حول الأسواق.

يقوم المتداولون بالتنبؤ بالإعلانات الإخبارية التداولية المستقبلية آخذين بعين الاعتبار سعر الأصول، وبالتالي يتمكنون من تقدير استجابة السوق لهذه الإعلانات، واتجاه تحركاته التالية.

هذه الاستراتيجية مفيدة جداً خصوصاً فيما يتعلق بالأسواق المتقلبة على الدوام، على سبيل المثال سوق النفط والسلع الأخرى المتقلبة من هذا النوع.

تعتمد عملية الدخول والخروج من الصفقات في هذه الاستراتيجية على كيفية تفسير السوق عن طريق الأخبار، والتي تكون محددة بشكل جيد في خطة المتداول، وكما أنها توفر فرص تداولية جديدة كل يوم بعد كل حدث إخباري، أو نشرة اقتصادية.

تكمن مخاطر هذه الاستراتيجية في كون بقاء مراكز التداول ضمن الصفقات مفتوحة لمدة عدة أيام، وهناك صفقات قد تترك مفتوحة طوال الليل، وقد تتغير معطياتها بين لحظة وأخرى.

هذه الاستراتيجية تتطلب مهارة وخبرة كبيرة، وفهم عميق لتأثير الإعلانات على الأسواق، بالإضافة إلى فهم الأخبار بالطريقة التي يحللها السوق، وليس بشكل فردي شخصي فقط.

2. استراتيجية الإغلاق "Shutdown Strategy"

تعتمد هذه الاستراتيجية على التداول القريب من موعد إغلاق الأسواق، حيث ينشط المتداولون عندما يتضح لهم أن السعر سوف يغلق، أو بمعنى آخر سيستقر.

هذه الاستراتيجية تتطلب مقارنة الأسعار الحالية مع حركة الأسعار في اليوم السابق، ومحاولة التنبؤ بحركة هذه الأسعار، واتخاذ قرارات بشأن أي مؤشرات يعتمدون عليها في خطتهم التداولية.

سوف يتوجب على المتداوليين وضع سياسة إدارة مخاطر ذات كفاءة عالية، مثل أوامر الحد وأوامر وقف الخسارة عندما يعتمدون هذه الاستراتيجية، وكذلك اعتماد أوامر جني أرباح بحيث تكون جميع الأوامر في متناول اليد عن الحاجو إليها، وعلى مدار الساعة.

يتطلب هذا النمط من الاستراتيجيات التزاماً أقل بما يخص الوقت، وذلك لأنها تحتاج فقط دراسة للرسوم البيانية في أوقات الفتح و الإغلاق للأسواق.

من ميزات هذه الاستراتيجية أنها مناسبة لمعظم المتداوليين، حيث يمكن اعتبارها طريقة جيدة لبدء التداول، ولا حاجة للدخول ضمن صفقات متعددة أثناء التداول.

الالتزام بالوقت قليل نسبياً، مما يمكن المتداوليين من تحليل الرسوم البيانية ودراستها، ووضع أوامر التداول إما في بداية أو نهاية اليوم.

من مخاطر هذه الاستراتيجية أن الصفقات الليلية يمكن أن تحوي على المزيد من المخاطر، وبالتالي فأنه من الضروري وضع أمر إيقاف الخسارة، ويعتبر في هذه الحالة وقف الخسائر المضمون أكثر فائدة من أجل تقليل المخاطر.

3. إستراتيجية تداول التأرجح (Swing Trading Strategy)

يشير مصطلح "التداول المتأرجح Swing Trading " إلى القيام بالتداول عند مختلف توجهات السوق، أي شراء الأصول الملكية مثلاً عند الشعور بأن سوقها سوف يرتفع، والبيع عند توقع انخفاض الأسعار.

هذه الاستراتيجية تساعد في الاستفادة من تذبذبات السوق في الذهاب والإياب، وكذلك من حالة ذروة الشراء إلى حالة ذروة البيع، أي أن التداول المتأرجح هو اسلوب تقني تماماً في تحليل السوق.

يتم اعتماد رسوم التحليل الفني (Technical Analysis) للحركات الفردية في السوق، ومن ثم اتخاذ قرار الشراء أو البيع بناءً على دراسة اتجاه السوق من مختلف الزوايا.

يعتمد تداول التأرجح (Swing Trading) على تفسير وتحليل مدة وطول كل عملية تأرجحية ضمن السوقن وهذا ما يحدد مستويات الدعم والمقاومة، وتحديد الاتجاهات التي يتعرض فيها السوق لمستويات متأرجحة من العرض والطلب (Supply and demand).

عند وجود تغيرات قوية في السوق يمكننا استخدام تقلبات التصحيح للدخول في الاتجاه المناسب للتعامل مع هذا التغيير، ويشار إلى ذلك أيضاً باسم الانخفاضات أو التراجعات في التجاه الحالي.

عند الوصول إلى ارتفاع جديد في الزخم، يميل المتداولون المتأرجحون عادةً إلى شراء أول تراجع، وعندما يكون هانك انخفاض جديد في الزخم، يميلون إلى بيع أول ارتفاع.

يكون التداول المتأرجح مناسباً للأشخاص أصحاب الوقت المحدود مقارنةً بباقي استراتيجيات التداول، كونه يتطلب بعض البحث لفهم كيفية عمل أنماط التذبذب المختلفة.

يتميز هذا النمط من الاستراتيجيات بكونه يحتوي على العديد من الفرص التجارية، مما يمكن المتداولين من تداول كلا جانبي السوق عند الشراء وعند البيع.

من عيوب هذه الاسترايجية أنها تمتلك نسبة مخاطر إضافية، ومع ذلك من الممكن إدارة هذه المخاطر عبر أمر إيقاف الخسارة على الصفقات التي يتم التداول ضمنها.

4. استراتيجية التداول اليومي (Daily Trading Strategy)

يعد التداول اليومي (Daily Trading) مناسباً للمتداولين الذين يمارسون أعمالهم التداولية خلال النهار، أي على شكل دوام كامل، وهم يستفيدون من تقلبات الأسعار بين الفترة الممتدة من فتح الأسواق حتى إغلاقها.

غالباً ما يحتفظ المتداولون اليوميون بخطة تداولية منتظمة يمكنها التكيف بسرعة مع تحركات السوق السريعة والمفاجئة أثناء اليوم، وذلك لضبط العملية التداولية بما يتناسب مع الخطة الموضوعة.

بالنسبة لمخاطر هذه الاسترايتيجة فإنها قليلة بالمقارنة مع باقي الأنماط الأخرى كونه لا يوجد تغيرات إلا خلال فترة النهار، حيث يتطبي هذا التداول عدم ترك أي تجارة مفتوحة خارج أوقات العمل التداولي.

مخاطر هذه الاستراتيجية محدودة خلال اليوم، حيث يفتح المتداول صفقات قصيرة الأجل فقط التي لا تتجاوز من 1 إلى 4 ساعات، مما يقلل احتمالية حدوث تغيرات خطيرة بالمقارنة مع التداولات طويلة الأمد.

التداول في هذه الاستراتيجية يتسم بالمرونة، حيث يدخل المتداول اليومي من 1 إلى 5 مراكز أثناء اليوم، ويغلقها جميعها عند الوصول إلى الأهداف المخطط لها، أو عند إيقافها.

تتميز هذه الاسترايتيجة أيضاً بوجود فرص تجارية متعددة داخل الأسواق المحلية والدولية على حد سواء، ويمكن فتح أو إغلاق العديد من المراكز أثناء اليوم، والاستفادة من ساعات عمل سوق الفوركس "Forex" طوال أيام الأسبوع.

تتطلب هذه الاستراتيجية الانضباط والتنظيم على مستويات عالية خلال النهار، وتحضير منهجي مسبق وشامل لمستويات الدخول والخروج من الصفقات، وكذلك سياسة إدارة المخاطر، ومن الممكن أحياناً لبعض الصفقات أن تكون مسطحة لا تتحرك أبداً أثناء اليوم، وهذا أمر وارد جداً.

5. استراتيجية النسق (trend strategy)

يستخدم المتداول في هذه الاستراتيجية التحليل الفني من أجل تحديد النسق الذي تسير عليه الأسواق، ويدخل فقط في تداولات ذات نسق محدد وواضح ومدروس.

لا يمتلك المتداولون ضمن هذه الاستراتيجية رؤيةً ثابتة عن اتجاه السوق، ولكنهم يحققون الأرباح من خلال وجود نظام تحليل دقيق يحدد النسق الذي تتبعه الأسواق، ومن ثم التداول بناءً عليه.

تتطلب هذه الاستراتيجية البقاء في حالة تأهب، وإمكانية عالية للتكيف مع التغيرات، حيث أنه من الممكن أن يتغير النسق بسرعة، وهذا يتطبلب دراية عالية بمخاطر تغيرات السوق التي يتم تلافيها من خلال أمر وقف الخسارة المتحرك.

يستطيع المتداولون وفق هذه الاستراتيجية استخدام العديد من الأدوات التداولية لتحليل الأسواق بما يتعلق بالأسهم والعملات، والسلع والخزانات، ولكنه بتطلب أيضاً الصبر لأن اتباع النسق قد يكون صعباً.

من المهم على المتداول ضمن هذه الاستراتيجية أن يبقى منضبطاً، ويتبع قواعده وخططه، وأن يتلافى التسرع في إعطاء الأوامر التداولية، وأن يكون على دراية بالوقت المناسب لإيقاف النظام عن العمل، وقطع الخسائر، أو ترك الأرباح تستمر.

من الضروري على المتداولين ضمن هذه الاستراتيجية أن يبقوا متيقظين للعلامات والإشارات التي تدل على أن النسق ينتهي، أو أنه على وشك التغير، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن النسق يمكن أن يتغير بسرعة في جزءه الأخير.

يتوجب على المتداولين تحديد فترة زمنية يقومون فيها بتحليل السوق، واتباع النسق ومحاولة الاستمرار ضمنه خلال هذه الفترة الزمنية المحددة.

تتسم هذه الاستراتيجية بالمرونة، وهي مناسبة للأشخاص ذوي الوقت المحدود بعد إنشاء نظامهم الخاص المعني بتحديد نسق واتجاه السوق، والذي تبنى عليه العملية التداولية.

يستطيع هذا النمط توفير العديد من الفرص التجارية، حيث أن فهم النسق السائد يمكن المتداول من التخول والخروج من التجارة بدقة، كما أن هذا النمط يتضمن امكانية التداول في كلا جانبي السوق.

يمكن للتداولات المفتوحة على مدار عدة أيام أن تمتلك نسبة عالية من المخاطر بالقارنة مع الاستراتيجيات الأخرى، ويمكن ضبط ذلك عن طريق أوامر وقف الخسارة ضمن سياسة إدارة المخاطر.

6. استراتيجية تداول المضاربة (scalping strategy)

المتداولون الذين يعتمدون المضاربة (Scalping) يدخلون ضمن صفقات قصيرة الأجل مع تحركات أسعار ذات مستوى صغير، وهذا بهدف تحقيق ربح سريع ضمن فترة زمنية قصيرة من كل صفقة على أمل تراكم هذه الأرباح، وتحقيق الأهداف التداولية.

ضمن هذه الاستراتيجية يجب اعتماد سياسة خروج منضبطو من الصفقات، وذلك لأن خسارة كبيرة واحدة تقضي على العديد من الأرباح التراكمية، ولذلك فإن أغلب المضاربين يسعون لجني أرباحهم قبل أن يتاح للسوق فرصة التحرك.

يتم اعتماد هذه الاستراتيجية لمختلف أنواع العمليات التداولية للأصول الملكية، ولكنها تميل أكثر لتداول العملات الرقمية "Crypto" بصورة أكبر.

تتميز هذه الاستراتيجية بكونها ذات نسبة مخاطر منخفضة بالمقارنة مع مثيلاتها لأن المضاربين لا يحتفظون بمراكزهم سوى لبضع دقائق كحد أقصى، وإنها مناسبة للأشخاص الذين يريدون التداول بمرونة.

تتيح هذه الاستراتيجية امكانية الدخول والاستفادة من العديد من الفرص التجارية، حيث يقوم المضاربون بفتح عدة مراكز صغيرة لفترات قصيرة، مما يتيح الكثير من الفرص التداولية في آن معاً.

من مساوئ هذه الاستراتيجية أنها ذات قابلية محدودة للتطبيق، حيث أن المضاربة تتم حصراً في أسواق معينة مثل السندات والمؤشرات، وبعض الأسواق الأمريكية، ويتطلب تقلبات عالية جداً.

تتطلب هذه الاستراتيجية الانضباط الشديد في بيئة عالية التوتر، ومراقبة أدنى تحركات الأسعار من أجل حصد الأرباح بشكل سريع، ومكثف أيضاً، لذلك لا ينصح بها للمتداولين المبتدئيين.

7. استراتيجية التمركز "Positioning Strategy"

تعتبر استراتيجية التمركز نمطاً شائعاً يتحتفظ فيه المتداول بمركزه لفترة زمنية طويلة، وعادةً لأشهر أو لسنوات متجاهلاً فيها تقلبات الأسعار الصغيرة لصالح الاستفادة من التغيرات طويلة الأمد التي ستعود عليه بالأرباح.

يقوم متداولو المراكز باستخدام التحليل الأساسي (Fundamental Analysis)، من أجل تحليل وتقييم الاتجاهات المحتملة للأسعار ضمن الأسواق، ومع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى كالأنماط التاريخية لعمل الأسواق.

تتميز هذه الاستراتيجية بامتلاكها نسبة عالية من الأرباح، حيث يتم التداول باستخدام رافعة مالية عالية مع احتمال حدوث خطأ أقل نسبياً مما هو عليه في عملية التداول التقليدية.

يتميز هذا النمط بأريحية وضغط أقل، وهذه من أفضل مزايا تداول المركز كونها لا تحتاج فحص المركز بشكل يومي، ولكنها بالمقابل قد تحوي على مخاطر كبيرة، واحتمالية عالية للخسائر كونها تتجاهل التقلبات الطفيفة طويلة الأمد، والتي من الممكن أن تولد انعكاسات حادة على كامل اتجاه السوق.

استراتيجيات تداول مناسبة للعملات الأجنبية "الفوركس Forex"

1. استراتيجية الارتداد "Rebound Strategy"

يضن العديد من تجار الفوركس (Forex) أن المعطيات التي كانت مهمة للتداول في الماضي قد تكون مهمة في المستقبل، حيث يعتقد التجار أن عملية انخفاض السوق إلى مستويات معينة ثم ارتداده مرة أخرى تجعل من الجيد التداول ضمنه.

إذا انخفضت العملات الأجنبية إلى مستوى معين، فإن ذلك يعد إشارة على وجود احتمالية للتداول في هذا السوق، وبالتالي فإنه من الضروري جداً فهم ومعرفة العوامل التي تؤثر على سوق الفوركس "Forex" للتداول بشكل جيد.

2. استراتيجية الارتداد المعاكس "Reversed Rebound Strategy"

يقوم المتداولون وفق هذه الاستراتيجية بتحليل مستويات المقاومة في السوق، حيث أن مستوى المقاومة هو عبارة عن النقطة التي يتحول فيها السوق من الذروة نزولاً نحو الأسفل.

عندما يكون السوق في حالة ارتفاع، ثم يقوم بالانخفاض فجأة، فمن الممكن أن السبب وراء الانخفاض أن السعر أصبح باهظاً نسبياً، وبالتالي يبحث المتداولون عن زوج العملات الأجنبية التي تقارب أسعارها الارتفاع في السوق السابق، وبالتالي محاولة الربح عن طريق استغلال الانزلاق في السعر.

تجعل هذه الاستراتيجية إدارة المخاطر سهلة نسبياً بالنسبة لأي متداول كونها تستند إلى تحليل ودراسة وفهم الارتفاعات والانخفاضات على الرسم البياني للسوق التداولية.

3. استراتيجية الذروة "Climax Strategy"

تعتمد استراتيجيات الفوركس "Forex" على أنماط التحليل الفني "technical analysis" والرسوم البيانية، وتحليل مستويات الدعم والمقاومة، بحيث تأخذ هذه الاستراتيجية نمطاً رياضياً باستخدام مؤشر القوة النسبية (RSI).

ينتمي مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى المذبذبات (واحدة من مجموعة أدوات تداول معروفة) ، وقد أطلق عليها هذا الاسم كونها تتفاعل وتتأرجح تبعاً لحركة السوق.

عندما يبلغ مؤشر القوة النسبية مستوى أعلى من 70٪ ، فيدل ذلك أن السوق عند نقطة ذروة الشراء، ويدل ذلك على توقعات قادمة بتراجع السوق وارتفاع الأسعار، وبالتالي تراجع عملية الشراء.

ذروة البيع هي عند تناقص مؤشر القوة النسبية لأقل من 30٪ ، حيث سيترقب التجار انقلاب الموازيين، وسيتوقعون انخفاض الأسعار، وبالتالي تراجع عملية البيع، ويستخدم هذا كإشارة قادمة على أن الشراء سيصبح أفضل من البيع.

استراتيجيات تداول مناسبة للعملات الرقمية (crypto)

1. الاستراتيجية الحدية "Edged Strategy"

يعتمد المتداولون في السوق على المحللين ذوي الخبرة الكبيرة الذين يقومون بتقديم مستويات الدعم والمقاومة بشكل يومي، حيث يشير مصطلح المقاومة إلى النقطة التي قد يرتفع عندها السعر، وبالتالي فإن مستوى المقاومة يكون سعراً أعلى من السعر الحالي.

يشير الدعم إلى المستوى الحدي الذي لا يفترض أن ينخفض سعر العملة المشفرة (crypto) دونه، وعندها يكون مستوى الدعم دوماً أقل من السعر الحالي للعملة المشفرة "crypto".

2. استراتيجية المضاربة "Scalping Strategy"

تتضمن هذه الاستراتيجية استخدام أحجام تداولية متزايدة بهدف جني الأرباح من العملات المشفرة "Crypto" ، ومع أن المخاطر موجودة ضمن هذه العملية، إلا أن المتداول الخبير يلتزم بالقواعد الأساسية والهوامش أيضاً لتجنب الخسائر.

يقوم المتداولون ضمن هذه الاستراتيجية بتحليل الاتجاهات المختلفة للعملات المشفرة، وانتقاء نقطة دخول وخروج من الصفقات التداولية خلال يوم واحد من أجل الحفاظ على السير الجيد للخطة التداولية، وتجنب الخوض في المخاطر.

3. استراتيجية التداول عالي التردد "High Frequency Trading"

هذا النوع من الاستراتيجيات يتم استخدامه على شكل خوارزميو من قبل المتداوليين من أجل الدخول والخروج من الصفقات المشفرة بسرعة باستخدام روبوتات وخوارزميات تداولية مجهزة مسبقاً.

تحتاج هذه العملية إلى فهم عميق للسوق وتعقيداتها، ومعرفة قوية بالرياضيات وعلوم الكومبيوتر، وذلك من أجل بناء نظام عمل سريع فعال، وبالتالي لا ينصح به للمتداولين المبتدئين.

اختيار الاستراتيجية المناسبة لك

يقوم بناء الاستراتيجية الخاصة بك على أرضية متينة من الفهم لطبيعة السوق التي تريد استهدافها، وبشكل مساير لأهدافك ومهاراتك المتوفرة، وكذلك قدرتك على تحمل المخاطر.

هناك العديد من الخطوات التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل للبدء في اختيار استراتيجية تداول التي تناسبك، وهي كالتالي :

1. تحديد الأهداف التداولية :

تظهر العديد من الفرص التداولية من يوم لآخر، ولكن من المهم جداً أن تكون خبرتك الشخصية، والموارد المالية المتاحة، والموارد المالية المتاحة على درجة عالية من الواقعية، وتساير الأهداف التي تريد وضعها.

ليس من المحتمل أبداً أن تحقق أرباح %100 في جميع العمليات التدولية التي تقوم بها، وإنما هي عبارة عن مد وجذر لذلك فإن الانضباط والصبر عناصر مهمة جداً ضمن أي عمل تداولي مهما كانت الاستراتيجية.

2. القدرة على تحمل للمخاطر

جميع المتداولين لديهم نفس الهدف وهو استغلال تقلبات السوق، ومتغيراتها لتحقيق المكاسب، ولكن للأسف من الممكن أن تنخفض الأسعار بنفس سرعة ارتفاعها، وبالتالي التعرض للخسارة.

من المهم جداً امتلاك سياسة إدارة مخاطر قوية من أجل القدرة على الاستمرار في العمل التداولي، والاستعداد للتعامل مع مستويات متوسطة إلى عالية من المخاطر والمجازفات.

سياسة إدارة المخاطر تلعب دوراً مهماً في استراتيجية التداول التي تختارها، حيث أن امتلاك سياسة إدارة مخاطر قوية ستمكنك من التداول باستعمال استراتيجية التداول اليومي (Daily trading strategy) سريعة الخطأ والمكاسب في ذات الوقت.

في حال امتلاكك سياسة إدارة مخاطر معتدلة، سيكون من الصعب عليك التعامل مع حالات الخطورة المرتفعة، وبالتالي يكون التداول المتأرجح (Swing trading) هو الاستراتيجية المناسبة لتداولاتك.

3. التقييم الواقعي للمهارات

مستوى خبرتك الشخصية يلعب دوراً أساسياً في تحديد استراتيجياتك التداولية التي يمكنك استخدامها، فمثلاً إذا كنت متداولاً مبتدئاً لن تناسبك استراتيجية المضاربة (Scalping strategy) في تداولك.

المدة الزمنية التي تقضيها في متابعة العملية التداولية تحدد الاستراتيجية التداولية المناسبة، ففي حال كان الوقت ضيق للتداول، فيمكن البدء باستراتيجية الإغلاق "Shutdown Strategy".

المال يعتبر من أهم العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تحديد الاستراتيجية المناسبة لك، ففي حال امتلكت موارد مالية كبيرة سيمكنك ذلك من استخدام الاستراتيجية الحدية "Edged Strategy".

السيطرة على العواطف والانفعالات، وامتلاك الصبر والانضباط هي من العوامل الأساسية لنجاح أي عملية تداولية لأنها تمكنك من اتخاذ قرارت عقلانية منطقية بحتة بعيداً عن الطمع والتسرع.

4. اختيار الاستراتيجية المناسبة

استراتيجية التداول هي عبارة عن سياسة أو خطة تعطي المؤشرات بخصوص الأصول التي يجب مراقبتها، ومتى الدخول والخروج من الصفقات.

يساعد البحث البسيط عن طريق الكتب والانترنت على تحديد الاستراتيجيات التداولية الأكثر ملائمة لك، ومع الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي ذكرناها مسبقاً، وهي الواقعية في تقييم مهاراتك وإمكاناتك والموارد المتاحة بين يديك.

إقرأ المزيد : مبادئ وأساسيات التحليل الفني للعملات الرقمية المشفرة

في النهاية قدمنا لكم كافة أنواع استراتيجيات المستخدمة في تداول الأصول المختلفة وشرحنا كلاً منها، كما بينا ما هو التداول وكيف تتم العملية التداولية، بالإضافة إلى شرح لكيفية دراسة ومعرفة إمكانياتك لاختيار الاستراتيجية المناسبة لك.

شارك المقال

حمّل تطبيق أمانة

دع أمانة ترافقك أينما كنت

MobilemobileR