يتم تداول مئات مليارات الدولارات في سوق الأسهم يومياً، ملايين الأسهم في آلاف الشركات تباع وتشترى كل لحظة من سوق التداول، ويحدد سلوك سعر السهم عوامل عديدة فتبقى الأسهم في حركة مستمرة بين صعود وهبوط.

يحدّد تقديرك الجيد لارتفاع سعر السهم أو انخفاضه كم الربح الذي تحققه أو الخسارة التي تتلقاها، الدراسة الجيدة لموقفك وتوقعات الصحيحة لسعر السهم وتطور الشركة التي يعود السهم لها كلها عوامل تحدد نتيجة استثمارك.

بإمكانك عن الطريق التعلم مع أمانة أن تعتاد على مبادئ العمل الأساسية في مجال تداول الأسهم , حيث أن اكتساب الخبرة هو العائق الوحيد بينك وبين دخول عالم الاستثمار والأعمال.

عن طريق تطبيق امانة بإمكانك متابعة آخر أسعار التداولات اليومية وتتبع حركات الأسواق, بالإضافة لأوامر بيع وشراء فورية أو موقوتة, بإمكانك الإطلاع على العديد من الفيديوهات التعليمية لزيادة معلوماتك، لكن أولاً عليم إنهاء هذا المقال.

ما هو سعر السهم؟

عند تضخم وتوسع عمل شركة ما يتم تجزئة الأصول المالية لهذه الشركة أو لتداول معين يخصها إلى حصص صغيرة تدعى أسهم. بالمختصر تكون حصص ملكية من أصل معين.

 إن امتلاكك لسهم من شركة تحوي 10000 سهم يعني أنك تمتلك 1/10000 من هذه الشركة وأنه يحق لك دولار من أصل كل 10000 دولار من الأرباح المعدة للتوزيع.

بالتالي يكون السعر الحقيقي للسهم هو مجموع أصول وأملاك الشركة مقسمة على عدد الأسهم, إذا لماذا يتغير سعر السهم في سوق التداول؟

يبنى سعر السهم في سوق التداول على النمو والازدهار المتوقع للأصل المعروض للتداول, فإن كانت التوقعات لشركة أنها ستزدهر أي أن أربحها ستزيد, وكون حامل الأسهم يحق له حصة من هذه الأرباح فهذا سيزيد من قيمة السهم عند طرحه للتداول.

اقرأ أيضاً : أساسيات التداول اليومي

والعكس صحيح, فإن أعلنت شركة على سبيل المثال أن منتجاتها تعرضت لضرر معين فهذا يعني أنّه في نهاية السنة المالية ستنخفض الأرباح مما يؤدي لانخفاض سعر السهم.

سعر الطرح العام المبدئي (initial public offering).

الأمر ليس بهذه البساطة، هنالك العديد من المتغيرات التي تلعب دور في تحديد سعر السهم في سوق التداول بدءاً من سعر الطرح العام المبدئي (initial public offering).

سعر الطرح العام المبدئي أو (IPO) للاختصار هو السعر الذّي تطرحه الشركة عند دخولها أول مرة لسوق التداول، ويتم احتسابه عن طريق العديد من العوامل والمقاييس الاقتصادية مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الأسهم المطروحة للبيع 

#نصيحة_بأمانة: سعر الطرح المبدئي هو سعر ابتدائي يتعلق بعوامل داخلية في الشركة وعدد الأسهم المطروحة، ولا يدل على ارتفاع أو انخفاض مستقبلي للسهم

يتم الاحتساب عادة عن طريق أحد البنوك الاستثمارية وأهم هذه العوامل: 

الأرباح التاريخية 

تلعب الأرباح التاريخية أو أرباح السنين السابقة دوراً هاماً في تحديد سعر الطرح العام المبدئي, حيث أنه من الممكن أن تحقق الشركة أرباحاً في الفترة الأخيرة إلا أنّها قد تكون قد تكبدت خسائراً في السنين السابقة.

هذا يدل غالباً على حالة عدم استقرار في الشركة مما سيؤدي إلى خفض هذا السعر, بينما الشركة التي تحقق أرباحاً ثابتة على مدار السنين تتحلّى بالاستقرار المالي وتمتلك استثماراً صلباً سيكون سعر سهمها المبدئي مرتفع.

حالة السوق

تؤثر طبيعة سوق العمل للشركة ومستوى تغيراته دوراً هاماً في تحديد مدى النمو المتوقع لهذه الشركة, حيث أن الشركة التي تعمل في ظل سوق عمل مزدهر ستحقق نجاحاً إن كانت تمتلك نموذجاً استثمارياً مميزاً.

فعلى سبيل المثال سوق السيارات الكهربائية يحقق رواجاً هائلاً في ظل الأزمات البيئية وأزمة الطاقة العالمية، بينما تعاني السيارات المستهلكة للوقود بشكل كبير من بعض الركود نظراً لارتفاع أسعار النفط.

الأرباح المتوقعة

أكثر المبادئ بساطةً, سوق الأسهم في المجمل سوق ربح، إن كان من المتوقع لشركة أن تحقق أرباحاً في المستقبل فمن الطبيعي أن تكون أسعار أسهمها مرتفعة جدّاً.

على المنحى الآخر إن كانت التوقعات تشير إلى انخفاض في قدرة الشركة على تحقيق أرباح مستقبلية فهذا سيؤدي إلى طرح الأسهم بأسعار منخفضة منذ نقطة البداية 

بعد دراسة كل هذه العوامل لتحديد رأس المال المطروح للتداول، تجتمع كل الإدارات المالية والنقدية والاستثمارية مع خبراء لجنة الأوراق المالية والبورصة لتحديد توقيت وآلية الطرح العام.  

على سبيل المثال شركة فيسبوك دخلت سوق التداول برأس مال يقدر بقيمة 16 مليار دولار كون توقعات النمو لها كانت عالية جدّاً , والأرباح المتوقعة عالية جداً وسوق الإنترنت في ازدهار.

 بينما بدأت شركة علي بابا برأس مال متداول قدره 21.8 مليار دولار وذلك لأنها امتلكت نموذجاً استثمارياً جيداً بالإضافة لقاعدة زبائن واسعة.

العوامل المؤثرة على سعر السهم

بعد الطرح العام يُصبح سعر السهم تحت رحمة التغيرات الحاصلة في السوق, وهناك العديد من العوامل التي تؤثر سلباً أو إيجاباً على سعر السهم ومعظمها يعتمد على الربح المتوقع:

قانون العرض والطلب

يحدّد قانون العرض والطلب بشكل أساسي سعر السهم المطروح حيث أن السهم الّذي يعود لشركة تحقق أرباحاً يرتفع نتيجة ازدياد عدد الراغبين في شرائح وتحقيق حصة من أرباحه.

بينما الشركة التي تتكبد خسائر يسعى المتداولون إلى بيعها فيفيض سوق التداول بهذه الأسهم فتنخفض قيمتها.

يلعب أيضاً العرض والطلب على السلعة أو الخدمة التي تقدمها الشركة دوراً رئيسياً في تحديد سعر السهم, حيث أن الشركة التي يزداد الطلب على منتجها تستطيع رفع الأسعار أو زيادة الإنتاج وخفض تكاليف التخزين والكساد مما يؤدي إلى ازدياد الأرباح وارتفاع سعر السهم.

بينما المنتج الذي يعاني من انخفاض في الطلب يزداد العرض عليه دون طلب له، فتصبح البضاعة كاسدة وقد تتعرض للفساد بالإضافة لارتفاع تكاليف التخزين والإنتاج دون إيرادات حقيقية فتنخفض أرباحها وبالتالي أسعار أسهمها.

لكن كيف يتم الاستفادة من هذه المعلومة على أرض الواقع؟

لنفرض مثلاً أنه تم نشر دراسة حول سلعة غذائية معينة (أ) أنّها تسبب أضراراً صحية، هذا سيؤدي مع انتشار هذه الدراسة إلى رفض المستهلكين لشرائها وتحوّلهم لشراء سلعة (ب) بديلة عنها ولا تسبب نفس الضرر.

هنا بإمكانك توقع أن الشركة المنتجة للسلعة (أ) ستتكبد خسائر نتيجة لكساد البضاعة في المستودعات حتى تنتهي صلاحيتها فتصبح تالفة وتخسر الشركة ما تكلّفته لإنتاج هذا المنتج.

بينما الشركة المنتجة للسلعة (ب) ستحقّق أرباحاً كون الطلب سيزداد على سلعتها نتيجة تحول المستهلكين السابقين للسلعة (أ) إلى هذا المنتج الجديد.

هنا على المتداول بمجرد نشر هذه الدراسة أن يقوم ببيع أسهم الشركة (أ) بأسرع وقت ممكن واستثمار هذه الأموال في الشركة (ب) كون الأولى ستنخفض أسهمها تدريجياً بينما سترتفع أسهم الثانية.

التغيرات الداخلية في الإدارة أو آلية الإنتاج

يمكن أن تؤدي التغييرات في الإدارة أو الإنتاج أيضًا إلى ارتفاع أو انخفاض سعر سهم الشركة.حيث يعتمد الربح على مدى فعالية وكفاءة إدارة الشركة وإنتاج البضائع والخدمات.

يمكن أن تؤدي التغييرات في فريق الإدارة أو الأسلوب أو كيفية إنتاج السلع إلى تعزيز الكفاءة وبالتالي الفعالية الشاملة و زيادة الأرباح والتسبب في ارتفاع سعر السهم. ومع ذلك ، يمكن أن تؤدي التغييرات السلبية إلى تأثير معاكس تمامًا.

فاستخدام شركة ما لآلية إنتاج أكثر حداثة سيؤدي إلى توقعات بانخفاض التكاليف وزيادة الإنتاج , وعلى المنحى الآخر حين تخسر الشركة إدارياً ناجحاً وماهراً سيؤدي هذا إلى توقع بعرقلة سير العمل بالتالي ينخفض سعر السهم.

الكلام المتداول وسمعة الشركة

تلعب سمعة الشركة دوراً هامة في توقعات المتداولون منها وبالتالي في سعر سهمها, حيث تُصبح الشركة عرضة لتغيرات في أسعار أسهمها بناءاً على الكلام المتداول والإشاعات سواء الكلام المباشر أو الإشاعات أو مواقع التواصل الاجتماعي .

وقد يكون الكلام إيجابياً وينتشر بين المتداولين أخباراً عن ازدهار متوقع لشركة ما فيزيد الطلب عليها حتى دون وجود أي أدلة دامغة, بينما انتشار كلام سلبي سيؤدي إلى نفور المتداولين من شراء أسهمها فينخفض سعرها.

كما أن سمعة الشركة وتاريخها في التغلب على المحن أو في قدرتها الإبداعية أوحتى سلباً عن طريق سمعة باستخدامها لوسائل مشكوك فيها, كل هذا يدفع المتداولين إلى شراء أو 
بيع الأسهم.

اقرأ أيضاً : نفسية المتداول

نصائح قبل البدء في التداول

إن العمل في مجال تداول الأسهم ليس سهلاً, وكل عملية تداول تنطوي على مخاطرة سواء كانت بيع أم شراء, لكن إليك بعض النصائح من أمانة من أجل الحد من خسائرك وتعظيم أرباحك:

• تداول من دون مشاعر, حتى إن كنت تحب المنتج أو الشركة قد لا يكون سهمها رابحاً
• تداول بناءً على الشركة وقدرتها واستقرارها وليس بناءً على ربح السهم, قد يكون سهماً رابحاً لكن قد يخسر كثيراً مع الوقت إن لم تكن الشركة مستقرة أو لم تحافظ على استمراريتها
• ضع خطة انسحاب احتياطية لتفادي أي خسائر كبيرة في حال تدهور السوق
• ادرس السوق جيداً واستعن بخبراء لتتفادى الشركات التي تحمل استثماراتها مخاطر كبيرة
• تداول عن طريق مصدر موثوق قادر على تقديم نصائح مجدية مثل تطبيق أمانة

إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن التداول والاستثمار مع أمانة راجع دليلنا عن الاسهم

استمر في القراءة وتطوير معرفتك فيما يخص التداول والأسواق مع مركز امانة التعليمي، اقرأ بعض المقالات من مدونتنا، أو شاهد بعض الفيديوهات التعليمية من مكتبة فيديو أمانة.

تقدّم بخطى ثابتة نحو زيادة معرفتك، وعنما تشعر أنّك اكتسبت الخبرة الكافية، قم بتحميل تطبيق أمانة، وابدأ رحلة الاستثمار والتداول معنا.

اختبر نفسك مع امانة 

قم باختبار المعلومات التي قرأتها بنفسك، قسم الدعم متوفّر دوماً ليساعدكم بالاستثمار مع أمانة