أساسيات تداول السندات للمبتدئين: كيف يمكنك الإستثمار بها؟

أصبح الإستثمار أساساً لابد منه في عصرنا الحالي، وعلى رغم تنوع مصادر الإستثمار، إلا وأن تداول السندات واحد من أفضل الأسواق المالية التي يمكنك التداول فيها.

لكن ماذا نعني بسوق السندات؟ وكيف يمكنك البدء في بناء استراتيجية لتداولها؟

يعد سوق السندات أكبر سوق للأوراق المالية في العالم، وهناك العديد من الطرق والحيّل للاستثمار فيه. وكانت السندات، سابقاً، تُعتبر وسيلة لكسب الفائدة على رأس المال مع الحفاظ عليه. أما الآن، فإنها تشكل سوقًا عالميًا ضخمًا قد توفر العديد من الفوائد للمحافظ الاستثمارية، مثل إمكانية الحصول على عوائد عالية.

هذا ما يقصد به بسوق السندات، لكن ماذا نعني بالسند؟

ما هي السندات؟

السند هو في الأساس قرض تقدمه للحكومة أو لشركة من قبل الأفراد أو المؤسسات, مثل سندات الإمارات الوطنية أو سندات الخزانة الأمريكية.

عندما تستثمر في سند، فإنك تقرض المال للحكومة بسعر فائدة ثابت، فعلى سبيل المثال - يمكنك شراء سند حكومي بقيمة سين من الدولار مع عائد ثابت بنسبة 5% ستحصل عليه في نهاية مدة السند.

لنقل إنك قمت بإختيار سنداً لمدة عامين، ستحصل على عائد مضمون بنسبة 5% على استثمارك البالغ مئة ألف دولار (فرضاً) بعد هذان العامين.

ومن الجدير بالذكر، أن السند نفسه الذي تستثمر به يدخل إلى السوق المالي، مما يعني أنه يمكن شراؤه وبيعه من قبل المستثمرين الآخرين.

لذلك، إن كنت من المستثمرين الذين يرغبون أموالهم قبل أن يتضخم سعر السند الذي قمت بالإستثمار به، يمكنك بيعه في الأسواق المالية (ومع ذلك يمكن أن يكون سعر السند في السوق أعلى أو أقل من قيمته التي قمت بإختياره سابقاً - لنقل إنه من الممكن أن يكون أكبر او أقل من مئة الف دولار التي ذكرناها سابقاً). ويرجع هذا إلى حركة السعر الذي يتأثر بعوامل مثل الطلب في السوق، وأسعار الفوائد، والمناخ المالي العام وإلخ…

**تعلم مع أمانة: **كيف يمكنك تحليل الأسواق المالية كمبدئ؟

ما هي أنواع السندات التي يمكن الإستثمار فيها؟

هناك نوعين من السندات: السند الحكومي، وسند الشركات. والنوعين (من حيث الحجم) لديهم هيمنة كبيرة في سوق السندات. لكن ما الإختلاف بينهم؟

سندات الحكومية

كما ذكرنا في البداية، يمكنك اعتبار السند قرض تقدمه للحكومة مقابل معدل فائدة ثابت. وتصدر الحكومات هذه السندات لتوليد ميزانية لمجموعة من المشاريع الجديدة، مثل البنية التحتية والعقارات. وفي الوقت نفسه، يستخدمها المستثمرون لكسب عائد ثابت على استثماراتهم في فترات زمنية محددة.

وكما هو الحال في كل شكل من أشكال الإستثمار، يوجد دائمًا مستوى معين من المخاطر المرتبطة، لكن السندات الحكومية التي تصدرها دول مالية مستقرة تعتبر بشكل عام من بين الخيارات الأكثر أمانًا.

**إقرأ المزيد عن: **ماذا نعني بتداول القيمة العادلة؟

سندات الشركات

عندما يتعلق الأمر بسوق السندات، كانت سندات الشركات تقليديًا في المرتبة الثانية بعد السندات الحكومية من حيث الأعداد، والسبب يعود إلى رغبة الشركات في تأمين تمويلهم للنمو والابتكار، مما يجعل سوق السندات خيار معتمد لتحقيق هذا الهدف.

وهناك مجموعتان رئيسيتان من سندات الشركات: السندات من الدرجة الاستثمارية والسندات من درجة المضاربة (وتُسمى أحيانًا السندات الخطرة أو ذات العوائد العالية).

على الهامش: هل تريد أن تعرف الفرق بين التداول والإستثمار والمضاربة؟ إنقر هنا لمعرفة المزيد!

تعتبر الشركات التي تصدر سندات بتصنيف "درجة المضاربة" ذات جودة ائتمانية أقل ومخاطر افتراضية أعلى من الشركات "ذات الدرجة الاستثمارية". وذلك، نظرًا لأن القوى المالية للمصدرين يمكن أن تختلف بشكل كبير، فإن تصنيفات سندات الشركات تتراوح على نطاق واسع ضمن هاتين المجموعتين الرئيسيتين.

بالإضافة، أن الشركات التي تكون جديدة نسبيًا في السوق، أو تعمل في صناعات تنافسية أو متقلبة للغاية، أو تواجه مشاكل أساسية هي الأكثر احتمالية لإصدار سندات من الدرجة الثانية - درجة المضاربة.

السندات في الأسواق الناشئة

تشير السندات في الأسواق الناشئة إلى السندات السيادية والشركات التي تصدرها الدول النامية. وهذا النوع من السند، قد ساهمت فيه السندات الحكومية وسندات الشركات بالدولار الأمريكي واليورو الى تنويع فئة أصوله لفترة من الزمن الآن.

تعلم مع أمانة: كيف تتداول العملات بإحتراف وما هي أفضلهم؟

الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري والمدعومة بالأصول

جزء آخر مهم في سوق السندات العالمية هو توريق التدفقات النقدية من القروض المختلفة، مثل دفعات الرهن العقاري، أو دفعات السيارات، أو دفعات بطاقات الائتمان، وذلك بهدف الحصول على قيمتها فور اصدارها.

وأكثر الأوراق المالية المتداولة في الإستثمارات المورقة هم الرهن العقاري والأصول .

ما هي الاستراتيجيات المعتمدة لتداول السندات؟

يمكن لحاملي السندات الاختيار من بين عدة استراتيجيات استثمارية. على سبيل المثال، قد يجد المستثمرون المهتمون بحفظ رأس المال والدخل والتنوع أن الاستراتيجيات السلبية - وهي عبارة عن استراتيجيات متعلقة باستثمارات طويلة الأجل، مثل شراء وامتلاك محفظة متنوعة من الأصول كمؤشرات الأسهم- مناسبة لهم.

ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجيات لا يمكن الإستفادة منها بشكل كامل. وذلك بسبب التغييرات التي تطرق على أسعار الفائدة، أو الائتمان، أو السوق.

ويعد الاستثمار بالشراء والاحتفاظ - الذي يعتمد على الاحتفاظ بالسندات بعيداً عن تقلبات السوق المالي - وصناديق ومحافظ المؤشرات للسندات مثال على الاستراتيجيات الاستثمارية السلبية.

في المقابل، تهدف الاستراتيجيات الاستثمارية النشطة إلى التفوق على مؤشرات السندات، بإعتمادها على عملية بيع وشراء السندات للاستفادة من تقلبات السوق.

كيف يتم التداول في السندات؟

هناك طريقتان رئيسيتان لتداول السندات, وهم: الأساسية والتقنية.

الاستراتيجيات الأساسية

• تركز على اختيار أفضل السندات للتداول على المدى البعيد.
• تدعم استراتيجية الشراء والتداول الغير نشط للمستثمرين.
• تساعد في تجنب السندات التي يصعب بيعها بسبب انخفاض الطلب.
• تعتمد على عوامل رئيسية مثل: **التصنيف الائتماني: **أي تقييم السندات من قبل وكالات مثل S&P. عوامل الاقتصاد الكلي: مثل الميزان التجاري ومعنويات السوق العام.

إقرأ المزيد عن: ما الفرق بين الأسواق المالية والأسواق النقدية؟

الإستراتيجيات التقنية

تعتمد الإستراتيجيات التقنية على السندات الشعبية، مثل سندات الحكومة اليابانية (JGB) بتصنيف عالي جداً، وذلك لأن السندات الشعبية هي سندات عالية الجودة يمكن للمتداولين الاستثمار فيها بثقة.

لكن، هناك عدة عوامل اقتصادية تلعب دوراً كبيراً حول إمكانية النجاح في الإستراتيجيات التقنية، منها: الإعتماد على مقاييس الاقتصاد الكلي: والذي بدوره يشمل مقاييس كالميزان التجاري ومعنويات السوق (أي الموقف العام للمستثمرين في الأسواق المالية تفاؤل أو تشاؤم)

و الإعتماد على أداء الاقتصاد الإيجابي كما أن الإستراتيجيات التقنية تعتمد على الإستفادة من تغيرات الأسعار على المدى القصير، على عكس

الإستراتيجيات الأساسية

ومثال على التغيرات قصيرة المدى في الأسواق المالية هي التداول بأسعار الفائدة. وذلك: لأن السندات لها علاقة عكسية بأسعار الفائدة، خاصة السندات التي تعتمد على الإستثمار بعيد المدى، بينما التداول بأسعار الفائدة أقصر وأسرع.

لكن، كيف يمكنك قراءة وتحليل حركة الأسواق المالية عند التداول بالسندات؟ ببساطة، عن طريق تحليل المنحنى العائد.

يمثل منحنى العائد العلاقة بين أسعار الفائدة وعوائد السندات لفترات الاستحقاق المختلفة. المنحنى التصاعدي يشير إلى اقتصاد قوي.

المنحنى العائد المسطح أو المقلوب يشير إلى ضعف الاقتصاد. وهذا النوع من التحليل قد يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة، مما يؤثر على أسعار السندات ويفتح فرصًا لمتداولي السندات.

شاهد فيديو توضيحي يبين العوامل التي تؤثر على سوق الفوركس بشكل مباشر

خلاصة الأمر

كما هو موضح خلال هذا المقال، سوق السندات هو سوق كبير ومتنوع، ويعتمد على عدة إستراتيجيات من أجل النجاح في تداول السندات وتحقيق العائد المالي المرجو.

بالإضافة، أن هذا النجاح يعتمد كلياً في الاستثمار النشط على التنبؤات المبنية حول البيانات الإقتصادية في السوق، ومسار أسعار الفائدة (على المدى الطويل) بهدف زيادة رأس المال، ولأنه من المتوقع عند التداول النشط أن ترتفع أسعار السندات تبعاً للزيادة في حالة الإضطراب.

إذا كنت مهتمًا بالتداول وتريد معرفة المزيد، يمكنك زيارة مركز التعلم الخاص بأمانة للحصول على أحدث الأخبار والنصائح. ابدأ استثمارك اليوم مع أمانة عبر تحميل التطبيق والبدء في رحلتك الاستثمارية بثقة واطمئنان. التداول عالمٌ كبير، وأمانة ستساعدك على كسب الخبرة الكافية. قم بتحميل تطبيق أمانة الآن، وابدأ رحلة استثمارك معنا.